لا Ø£Øد يستطيع أبدا أن يتطلع، عن قصد أو عن غير قصد، إلى بلوغ ما هو أسمى من ذلك الهدÙØŒ إنه هد٠يتعدى الطاقة البشرية، ألا وهو: Ù€ تقويض الخراÙات التي تجعل Øجابا بين الخالق والمخلوق، وإعادة صلة القرب المتبادل بين العبد وربه، ورد الاعتبار إلى النظرة العقلية لمقام الألوهية المقدس، وسط عالم Ùوضى الآلهة المشوهة التي اختلقتها أيدي ملة الإشراك.
https://mourassiloun.com/node/15953
لا يمكن لإنسان أن يقدم على مشروع يتعدى Øدود قوى البشر بأضع٠الوسائل، وهو لا يعتمد ÙÙŠ تصور مشروعه وإنجازه، إلا على Ù†Ùسه ورجال لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواØدة، يعيشون ÙÙŠ منكب من الصØراء. ما أنجز Ø£Øد أبدا ÙÙŠ هذا العالم ثورة عارمة دائبة، ÙÙŠ مدة قياسية كهذه، إذ لم يمض قرنان بعد البعثة Øتى أخضع الإسلام، بقوته ودعوته، أقاليم جزيرة العرب الثلاثة، ÙˆÙØªØ Ø¨Ø¹Ù‚ÙŠØ¯Ø© التوØيد بلاد Ùارس، وخراسان، وما وراء النهر، والهند الغربية، وأراضي الØبشة، والشام، ومصر، وشمال القارة الأÙريقية، ومجموعة من جزر البØر المتوسط، وشبه الجزيرة الإيبيرية، وطرÙا من Ùرنسا القديمة.
Ùإذا كان سمو المقصد، وضع٠الوسائل، وضخامة النتائج، هي السمات الثلاث لعبقرية الرجال، Ùمن ذا الذي يتجاسر أن يقارن Ù…Øمدا بأي عظيم من عظماء التاريخ؟
ذلك أن أكثر هؤلاء لم ÙŠÙ†Ø¬Ø Ø¥Ù„Ø§ ÙÙŠ تØريك العساكر، أو تبديل القوانين، أو تغيير الممالك؛ وإذا كانوا قد أسسوا شيئا، Ùلا تذكر لهم سوى صنائع ذات قوة مادية، تتهاوى غالبا قبل أن يموتوا.
أما هو Ùقد استنÙر الجيوش، وجدد الشرائع، وزعزع الدول والشعوب، ÙˆØرك ملايين البشر Ùوق ثلث المعمورة، وزلزل الصوامع والبيع والأرباب والملل والنØÙ„ والنظريات والعقائد، وهز الأرواØ.
واعتمد على كتاب صار كل Øر٠منه دستورا، وأسس دولة القيم الروØية Ùشملت شعوبا من كل الألسنة والألوان، وكتب ÙÙŠ قلوب أهلها Ù€ بØرو٠لا تقبل الاندثارـ كراهية عبادة الأصنام المصطنعة، ومØبة الإنابة إلى الواØد الأØد المنزه عن التجسيم.
ثم دÙع Øماسة أبناء ملته لأخذ الثأر من العابثين بالدين السماوي، Ùكان ÙØªØ Ø«Ù„Ø« المعمورة على عقيدة التوØيد انتصارا معجزا، ولكنه ليس ÙÙŠ الØقيقة معجزة لإنسان، وإنما هو معجزة انتصار العقل.
كلمة التوØيد التي صدع بها ـأمام معتقدي نظم سلالات الأرباب الأسطوريةـ كانت شعلتها Øينما تنطلق من Ø´Ùتيه تلهب معابد الأوثان البالية، وتضيء الأنوار على ثلث العالم. وإن سيرة Øياته، وتأملاته الÙكرية، وجرأته البطولية على تسÙيه عبادة آلهة قومه، وشجاعته على مواجهة شرور المشركين، وصبره على أذاهم طوال خمس عشرة سنة ÙÙŠ مكة، وتقبله لدور الخارج عن نظام الملأ، واستعداده لمواجهة مصير الضØية بين عشيرته، وهجرته، وعمله الدؤوب على تبليغ رسالته، وجهاده مع عدم تكاÙؤ القوى مع عدوه، ويقينه بالنصر النهائي، وثباته الخارق للعادة عند المصائب، ÙˆØلمه عندما تكون له الغلبة، والتزامه بالقيم الروØية، وعزوÙÙ‡ التام عن الملك، وابتهالاته التي لا تنقطع، ومناجاته لربه، ثم موته، وانتصاره وهو ÙÙŠ قبرهـ إن كل هذا يشهد أن هناك شيئا يسمو على الاÙتراء، ألا وهو: الإيمان، ذلك الإيمان الذي منØÙ‡ -عليه الصلاة والسلام!- قوة تصØÙŠØ Ø§Ù„Ø¹Ù‚ÙŠØ¯Ø©ØŒ تلك العقيدة التي تستند إلى أمرين هما: التوØيد، ونÙÙŠ التجسيم: Ø£Øدهما يثبت وجود البارئ، والثاني يثبت أن ليس كمثله شيء. وأولهما ÙŠØطم الآلهة المختلقة بقوة السلاØØŒ والثاني يبنى القيم الروØية بقوة الكلمة.
إنه الØكيم، خطيب جوامع الكلم، الداعي إلى الله بإذنه، سراج التشريع.
إنه المجاهد، ÙØ§ØªØ Ù…ØºÙ„Ù‚ أبواب الÙكر، باني ØµØ±Ø Ø¹Ù‚ÙŠØ¯Ø© قوامها العقل، وطريق عبادة مجردة من الصور والأشكال، مؤسس عشرين دولة ثابتة على الأرض، ودعائم دولة روØية Ùرعها ÙÙŠ السماء، هذا هو Ù…Øمد، Ùبكل المقاييس التي نزن بها عظمة الإنسان: من ذا الذي يكون أعظم منه؟